السبت، 21 فبراير 2015

الرسول صلى الله عليه وسلم معلما و مربيا

المقدمة:

الكل فينا يحتاج إلى أن يقتبس من حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، سنعيش اليوم مع ( الرسول مربياً ومعلماً ) نعم أيها الأخوة الأفاضل الرسول مربياً ومعلماً ، سنعيش مع أعظم مربي ومعلم عرفته الإنسانية ، لنرى كيف ربى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يؤلف كتباً ولكنه ألف وربى رجالاً لم يعرف لهم التاريخ مثيلاً ، وأخرج منهم جيلاً قرآنياً فريداً ، وكوّن منهم أمة وصفها ربها بوصف فريد متميز بأنها خير أمة أخرجت للناس ( كنتم خير أمة أخرجت للناس .. ) وأقام بهم دولة نشرت العدل في مشارق الأرض ومغاربها ، فأخرج منهم قادة وعلماء ومجاهدين ومربين ، لنرى كيف ارتقى الرسول صلى الله عليه وسلم بأمة كانت تأكل بعضها بعضاً ، تأريخها مجموعة من المعارك والحروب ضاعت فيها أنفس وأرواح لتصبح بعد ذلك أمة تقود الأمم وتصوغ لها أهدافها.
فهيا بنا لنرى الأسس التربوية التي ربي بها الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه لنستفيد كدعاة في توجيه وتعليم مجتمعاتنا ومن هذه الأسس:

العرض:

أولاً: الإشفاق على المخطئ وعدم تعنيفه
إن من الأخطاء الكبيرة التي يقع فيها الكثير منا ، أنه إذا أخطىء الابن أو التلميذ أو العامل ننهال عليه بالتأنيب والتوبيخ وربما الضرب ، وهذا من الأساليب التربوية الخاطئة وها هو الرسول صلوات الله وسلام عليه يعلمنا كيف نتعامل مع المخطئ ، فقد كان  يقدر ظروف الناس ، ويراعي أحوالهم ، يعذرهم على جهلهم ويتلطف في تصحيح أخطائهم ويترفق في تعليمهم الصواب ، ولا شك أن ذلك يملا قلب المنصوح حباً للناصح ، ومن ذلك ما رواه معاوية بن الحكم السلمي قال ( بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ عطس رجل من القوم  فقلت : يرحمك الله ، فرماني القوم بأبصارهم ، فقلت : وأثكل أمياه ، ما شانكم تنظرون إلي ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم ، فلما رأيتهم يصمتونني ، سكت . فلما صلى الرسول  ، فبأبي هو وأمي ، ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه ، فو الله ما كرهني ، ولا ضربني ولا شتمني قال : ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن ) أو كما قال  ، فأنظر أخي رعاك الله ، إلى هذا الرفق البالغ في التعليم ، وانظر أثر هذا الرفق في نفس معاوية بن الحكم وتاثرة بحسن تعليمه....

ثانيا : استعمال العبارات اللطيفة والرقيقة
إن استعمال الخطاب اللطيف ، والعبارات الرقيقة يؤلف القلوب ويستميلها إلى الحق ، فقد كان  يمهد لكلامه بالعبارات اللطيفة والرقيقة ، وخاصة إذا كان سيعلمهم ما قد يستحيا من ذكره ، كما فعل عند تعليمهم آداب الجلوس لقضاء الحاجة إذ قدم لذلك بأنه مثل الوالد للمؤمنين ، يعلمهم شفقه بهم فقد قال صلى الله عليه وسلم  ( إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم ، فإذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ، ولا يستدبرها ، ولا يستطب بيمينه ) ما أعظمك من معلم يا رسول الله ، كيف لا تكون كذلك وأنت القائل : ( إنما بعثت معلماً ) ما أعظمك من مربي يا رسول الله!

ثالثا: عدم التصريح والتشهير والاكتفاء بالتعريض وذلك في الأمور المذمومة
 لما في ذلك من مراعاة لشعور المخطئ ، وعدم كشفه أمام الناس ، ومن ذلك ما حدث مع ابن اللتبية حين استعمله النبي  على الصدقة ، فقبل الهدايا من المتصدقين ، فعن أبي حٌميد الساعدي قال : استعمل رسول الله   رجلا على صدقات بني سليم ، يدعي ابن اللتبية ، فلما جاء ، فقال : هذا لكم ، وهذه هدية ، فقال رسول الله  ( أفلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقاً ) ثم خطبنا ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ( أما بعد فأني استعمل الرجل منكم على العمل مما ولأني الله ، فيأتي فيقول : هذا لكم ، هذا هدية أهديت لي ، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته ؟ والله لا يأخذ أحد منكم شيئاً بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة ، فلأعرفن أحداً منكم لقي الله يحمل بعيراً له رغاء أو بقره لها خوار أو شاة تيعر ، ثم رفع يديه حتى رؤى بياض أبطيه يقول : ( اللهم بلغت ) .. وهكذا هو أسلوبه عليه الصلاة والسلام فهو لا يذكر أسم من أرتكب الخطأ ولا يشهرّ به أمام الناس كما يفعل بعض الناس ،هذا مخالف لمنهجه  الذي إذا أراد أن ينتقد أحداّ يقول : ما بال أقوام ؟ ما بال أقوام ؟ .


رابعا: التعليم بالتطبيق العملي بفعل الشئ أمام الناس
كما فعل عندما صعد  المنبر فصلى بحيث يراه الناس أجمعون فعن سهل بن سعد الساعدي ، قال : رأيت الرسول  قام على المنبر فاستقبل القبلة وكبر وقام الناس خلفه فقرأ وركع وركع الناس خلفه ، ثم رفع رأسه ثم رجع القهقرى فسجد على الأرض ، ثم عاد إلى المنبر ثم قرأ ، ثم رفع رأسه ، ثم رجع القهقرى ، حتى سجد بالأرض ، فلما فرغ أقبل الناس فقال ( أيها الناس إنما صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي ) فما أجمل أن يعلم الأب ابنه والمعلم تلاميذه الصلاة والوضوء بشكل عملي بحيث يتوضأ ويصلي أمامهم ليتعلموا منه فإن هذا الأسلوب من أنجح أساليب التعليم والتربية

خامسا: أسلوب الإقناع العقلي
روى احمد عن أبي أمامه قال : إن شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله ائذن لي بالزنا ، فاقبل القوم فزجروه و قالوا :مه مه ! فقال :أدنه ، فدنا قريباً ، قال : فجلس قال أتحبه لأمك قال : لا والله جعلني الله فداءك …"، وما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ولد لي غلام أسود ، فقال : هل لك من إبل ؟ قال :نعم ، قال ما ألوانها ؟ قال : حمر ، قال : هل فيها من أورق ؟ قال : نعم ، قال : فأنى ذلك ؟ قال : نزعه عرق ؟ ، قال : فلعل ابنك هذا نزعة ؟

                                                        الخاتمة


إن سيرة نبيكم  زاخرة بالمواقف التربوية والتعليمية ، التي ينبغي أن يستفيد منها المربون والمعلمون بل والمتخصصون في أساليب التربية والتوجيه ، لأننا قد أمرنا أ، نقتدي به في كل أحوالنا.


الفهرس
-المقدمة
-العرض: * الإشفاق على المخطئ وعدم تعنيفه
*استعمال العبارات اللطيفة والرقيقة
*عدم التصريح والتشهير والاكتفاء بالتعريض وذلك في الأمور المذمومة
*التعليم بالتطبيق العملي بفعل الشئ أمام الناس
أسلوب الإقناع العقلي *
-الخاتمة
-المصادر و المراجع

المصادر و المراجع:
شبكة المعلومات http://www.alforkan.org/?articles=topic&topic=462

هناك تعليق واحد:

  1. نبينا محمد صلى الله وعليه وسلم هو مثال للقدوة الحسنة .. يارب ارزقنا شفاعته

    ردحذف